Holborn's Residential Renaissance

الأخبار الصحفية

إعادة إحياء منطقة هولبورن السكنية


مدينة لندن العريقة .. تاريخٌ زاخر .. وحضارة تصدح بسحر العصور الوسطى في العديد من أحيائها، ولعل أهم تلك الأحياء هو حي هولبورن الذي يمتد من منطقة سميثفيلد إلى منطقة كوفينت غاردن، محتضناً منطقة هاتون غاردن جوليري، والفنادق الصغيرة التي تعرف بها منطقة تشانسيري لين.

لطالما تغير ذلك الحي عبر الزمن، فقد شهد تطوراً متتابعاً منذ العصور الوسطى ولا يزال يحتضن اليوم منشآت النقابات التجارية القديمة. نعم لا توحي هولبورن بأنها منطقة سكنية كما يمكن أن تبدو، وفي ذلك شيء من الغموض نظراً لموقعها المركزي الذي يتميز بسهولة الوصول إليه.

اليوم وجدت هولبورن لنفسها مكانة جديدة وأصبحت من بين العقارات المميزة في بريطانيا، تحيط بها المنازل الحديثة المصممة للجيل الجديد من الموظفين المحليين من المحامين والمحاسبين الأثرياء والمصممين المعماريين الناجحين، والذين يرغبون بالسكن بالقرب من شركاتهم العالمية. وفي حين اتسمت بعض المنازل الجديدة التي تم بناؤها في الماضي بكونها غالباً استثمارات خاسرة، فإن المنتجات العقارية الجديدة أكبر وأكثر فخامة، ومناسبة للإقامة دون ملل على مدى الأسبوع.

سوق العقارات البريطاني مستهدفٌ بشكل كبير من قبل المستثمرين، وقد أدركت ذلك مبكراً شركة سدرة المالية السعودية المعروفة بكونها أحد أهم مقدمي الخدمات المالية بالمملكة. تتمتع سدرة المالية بشهرة كبيرة في سوق العقارات البريطاني عامة، وعلى مستوى العاصمة لندن بوجه خاص. ومنذ تأسيسها عام 2009م، عملت الشركة على توفير المشورة لعملائها من المستثمرين في العقارات البريطانية، حيث العديد من المشاريع السكنية الجديدة والحصرية هي في طور الإنشاء حالياً، وسيكون من شأنها تعزيز تفرد تلك المنطقة.

أوضح السيد كريم أوزير، الرئيس التنفيذي لشركة سدرة المالية، قائلاً “لعل من أكثر ما يثير الاهتمام بمدينة لندن هو استكشاف تاريخها المدفون، والمشاريع الثلاثة التي عملنا عليها تجعلك تحلق عبر الزمن بطريقة أو بأخرى”. أحدها مشروع ألدويش تشامبرز، ويقع في زقاقٍ معزول بمدخلٍ قوسي يؤدي إلى القسم الداخلي الذي يضم حدائق وغرف، بالإضافة إلى سلالم “سرية” تؤدي نزولاً إلى الحاجز. مشروع تشانسري لين هو مشروع آخر عملنا عليه ، الذي استوحى اسمه من المحكمة العليا في منطقة تشانسري، وبدأ ارتباطه بهذه المنطقة عندما استحوذ روبرت دو تشيسني، رئيس أساقفة منطقة لينكولن، على المعبد القديم عام 1161م. كذلك، هناك منطقة بينكز ميوز التي تضم 35 منزلاً التي توحي بالأجواء الدرامية التي تميز روايات تشارلز دكنز. بل إن تشارلز دكنز نفسه كتب عن الممرات المؤدية للملاجئ في روايته المشهورة “لغز إدوين درود”. إنها إحدى تلك الزوايا التي تأخذك بعيداً عن صخب الشارع، وتشعر المشاه بالسلامة والهدوء، وكأنهم يضعون قطعاً من القطن في آذانهم، وبطانات مخملية لأحذيتهم”.

بينكز ميوز والتي تختبئ خلف اسطبلات ستابلز ان، هيكل تيودور الخشبي المذهل، وهي مخازن مسورة تعود للعصر الفيكتوري، وكان يملكها في الأصل عددٌ من الصباغين المرموقين آنذاك، وهي نقابة لتجار الأقمشة والصباغين تعود لعصر الملك هنري السادس، والتي كانت تحمل رمزاً يتألف من ثلاثة أكياس من النبا الصبغي، ومصنعاً لإنتاج الصبغة الحمراء فاتحة اللون، وقد استخدم في إحدى المرات لصبغ سترات الصيد التي يطلق عليها مسمى “بينكز”.

تصطف مبانٍ من ستة طوابق على الجانبين وبينها أرضية مرصوفة على امتداد ثلاث مترات تقريباً، إلى جانب سقالة عالية مع أحزمة نقلٍ لرفع المواد والعمال تملأ الفراغ مؤقتاً، في حين أن الطريق نفسها أزيلت من أجل عمل بعض الحفريات تحتها، وستتم إعادتها كما كانت في وقت لاحق. وقد كشفت الحفريات عن سراديب تخزين تعود أيضاً للقرون الوسطى، بالإضافة إلى قنوات من الطوب، حيث كان يتم غسل الصوف.

تم المحافظة على واجهات المباني الأصلية فحسب، حيث انه قد تم ترميمها وتجديد أسقفها، ودعمها بهيكلٍ يضم أكثر من 300 طن من الصلب. وتحتضن هذه المباني مزيجاً من الشقق الجانبية، وحدات الدوبلكس، والشقق مزدوجة الارتفاع، وشقق بنتهاوس من ثلاث غرف تتميز بجودتها العالية. أحد المباني يتضمن 15 نافذة، وجميع المنازل تتسم بتصاميم داخلية عالية الجودة، تتجلى فيها عناصر الحجر، والبلوط، وسطوح الرخام، كما تتميز بأبواب وديكورات خشبية عالية الجودة، وبأنظمة تبريد وتدفئة تحت البلاط، بالإضافة إلى نظامSonos  للصوت والصورة. هذه المواصفات هي ما نتوقعه في منزلٍ تبلغ قيمته 10 ملايين جنيه استرليني في منطقة مايفير الراقية.

ومنذ الستينيات، لطالما كان حي هولبورن القلب التجاري الذي أطلق عليه “ميد تاون” آنذاك، بين المدينة وريفها الغربي. وقد ارتفعت أسعار العقارات في هذه المنطقة مقارنةً بالمناطق الأخرى بنسبة 162% منذ عام 2003م، و مازال هنالك امكانية للنمو حيث ان المنطقة تتطور بشكل مستمر.

ويشير السيد أوزير إلى أن الطلب ما يزال متواصلاً على أحياء مثل هولبورن (ميد تاون)، بلومزبيري، فاريندون، وسيتي فرينج، والتي كانت تعرف تاريخياً بكونها مناطق تجارية ومهنية نشطة. ويقول “شهدنا زيادة في شهية المستثمرين للعقارات السكنية في هذه المنطقة، باعتبارها الوسط المركزي للعاصمة لندن، في حين أنها تتمتع بأقل هامش سعر مقارنة بمناطق مركزية أخرى مماثلة، علماً أنها تعتبر ذات قيمة جيدة نسبياً. خطوط القطارات هي الحافز الرئيسي للنمو هنا، ومتوسط أسعار العقارات في ميد تاون هولبورن يبلغ 2.000 جنيه استرليني للقدم المربع (0.92 متر مربع) مقابل 3.000 إلى 4.000 للقدم المربع في المناطق التي تبعد 10 دقائق مشياً على الأقدام، مثل كوفنت غاردن”.

متوسط سعر بيع العقارات التي باعتها CBRE في ميد تاون خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2016 بلغ 1.842 مليون جنيه، مع قيمة إعادة بيع تبلغ 38% أعلى من معدلات أوائل العام 2015م، وأعلى بنسبة 19% بالنسبة للمباني الجديدة في نفس المنطقة.

ما من شكٍ أن ترميم وإعادة أحياء منطقة كنغز كروس التي حققت نجاحاً كبيراً ومميزاً، ونمو العقارات السكنية في منطقة بلومزبيري أسهم بشكلٍ فاعلٍ في دعم العقارات في حي هولبورن، والتي بالكاد ترى جانبيها المتقاربين، إنها مقارنة بين أقصى غربي المنطقة الصاخب والمزدحم، وخاصرتها الشرقية الهادئة وصولاً إلى منطقة أولد بيلي، حيث المتاجر ما تزال تغلق أبوابها في عطلة نهاية الأسبوع.

العديد من العقارات التجارية الفاخرة يتم تحويلها إلى منازل، وخاصة في منطقة كنغزواي، والتي يتطلع القائمون على المدينة إلى تحديثها عبر تحويلها إلى طريقٍ تجاريٍ جذاب على الطريقة الفارسية، حيث تعلو الشقق ذات المساحات الكبيرة و المتاجر والمقاهي والمطاعم المختلفة.